ست خطوات لتوطين محتوى المواقع الإلكترونية للمنافسة في الأسواق العالمية

توطين محتوى المواقع الإلكترونية

بفضل الإنترنت أصبح العالم اليوم قرية صغيرة، ما يُحتّم على الشركات السعي للوصول إلى عملائها في أي مكان حول العالم إذا كانت تريد تحقيق النمو والتوسّع في أعمالها. وفي ظل التحول الرقمي الحالي، أصبح العملاء أينما كانوا في العالم وعاداتهم وثقافاتهم على بُعد نقرة واحدة من الشركات والأعمال. لهذا السبب، على الشركات أن تبقى مواكبةً للفرص التي يوفرها السوق العالمي أثناء تطبيقها لمبادئ التحول الرقمي أو تأسيس شركة جديدة.  

على جميع الشركات الناشئة والمعروفة أن تحافظ على مكانتها التنافسية في السوق الحالي سريع التغير لتتمكن من تحقيق المزيد من الأرباح. ولا ينجح ذلك إلا إذا فهمت الشركات ثقافة عملائها أينما كانوا وليس فقط اللغة التي يتحدثون بها، وذلك لتبني علاقة قوية معهم وتكسب رضاهم وقبولهم بما ينعكس بشكل إيجابي على مبيعاتها وسمعتها.  

لا يتفق الجميع على تعريف واحد للتوطين أو وسيلة موحدة لتنفيذه. ولكن يمكننا القول أن توطين محتوى الموقع الإلكتروني يمثل وسيلة تساعد الشركات على تقديم نفسها في الأسواق المحلية وترسيخ مكانتها فيها. سنتناول هنا خطوات توطين محتوى المواقع الإلكترونية وأهم المعلومات التي يجب على الشركات معرفتها والمواصفات التي يجب أن تتوفر في الشريك المزود لهذه الخدمة. 

ما هو توطين محتوى المواقع الإلكترونية وما أهميته؟ 

يقدم محتوى الموقع الإلكتروني صورةً عن الشركة في الفضاء الرقمي، فهو وسيلة تعبر فيها الشركة عن نفسها وتعرض خدماتها ومنتجاتها. وبالرغم من أهمية الجودة العالية للمحتوى، إلّا أن الأهم من ذلك هو توفير تجربة سلسة للعملاء على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم والحرص على تقديم محتوى يناسب متطلبات واحتياجات المجتمع المحلي. وهنا يكمن الفرق بين الترجمة والتوطين.  

تنطوي عملية الترجمة المُعتادة على نقل معنى الكلمات من لغة إلى أخرى، مع الاهتمام بقابلية فهم النص والكلمات المستخدمة.  

ولكن على الشركة التي تسعى لتتميز عن غيرها أن تتجاوز عملية نقل المعنى والأسلوب وتأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الثقافية وتدرس طبيعة الأسواق المحلية والانطباعات السائدة فيها.  

المشكلة في النصوص المترجمة حرفيًا أن العملاء المستهدفين يجدون أحيانًا صعوبة في فهمها، فقد يكون لكلمة واحدة معانٍ مختلفة حسب السياق الذي ترد فيه. لهذا، يجب على الشركات أن تدرك ما تمثله الكلمات من معاني ودلالات وعدم الاكتفاء بترجمتها كما هي. وهذا هو سر نجاح الشركات الكبيرة، فهي تعرف تمامًا كيف تُخاطب عملائها على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم.  

واكب التطورات لتبقى قائدًا في قطاعك حول العالم 

يشهد العالم اليوم تطورات متسارعة في مجال الابتكار، وقد يكون من الصعب مواكبة جميع هذه التطورات والتغيرات في مستويات الجودة المتوقعة والجهد الكبير الذي تتطلبه إدارة الأعمال والشركات. نعتمد في شركة ترجمة نموذج أعمال متطور يُحدث تغييرًا جذريًا في قطاع الخدمات اللغوية من خلال تبني أنظمة قائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل خطوة من أعمالنا. وتُدرك ترجمة أن الجمع بين الإبداع البشري والتكنولوجيا من شأنه أن يساهم بشكل كبير في توفير الوقت والمال على الشركات. لهذا، قمنا بإنشاء محركات تعمل وفق أحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة وأتمتة المهام المتكررة لتعزيز القدرات البشرية.  

وهكذا أصبح بإمكان 10 موظفين إنجاز مهام 50 موظفًا بسرعة وجودة متقدمة، مما يدل على حرص ترجمة على أن تكون رائدةً في قطاع الخدمات اللغوية بمواكبة أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا بما ينعكس على العملاء أيضًا. لدينا اعتقاد جازم بأن العائد على الاستثمار الذي يقدمه توطين المحتوى أكبر بكثير من مجرد ترجمته، وقد أثبتنا ذلك من خلال تعاوننا مع الشركات الطامحة إلى توسيع نطاق أعمالها على المستوى العالمي بتقديم خدمات توطين المحتوى تناسب الأسواق المستهدفة.  

يقدم قطاع الخدمات اللغوية حلول الترجمة الآلية والترجمة التي يقدمها مترجمون محترفون، ولكن الخيار الأمثل هو الجمع بين القدرات البشرية وقدرات الآلة لتحقيق النمو والتوسع في الأسواق العالمية، إذ لا يمكن للآلة مهما بلغت من التطور أن تحلّ محل المترجم الخبير المُطلع على ثقافة وسمات المجتمع المحلي.  

ست خطوات لتوطين محتوى المواقع الإلكترونية للمنافسة في الأسواق العالمية 

تشير الأبحاث إلى أن مستخدمي الإنترنت يقضون وقتًا أطول على المواقع الإلكترونية التي تضم محتوىً مكتوبًا بلغتهم الأم، ويفضلون شراء احتياجاتهم منها مقارنة بالمواقع الإلكترونية المكتوبة بلغات أخرى. ومن هنا تأتي أهمية توطين المحتوى، فهو يسمح للشركات بالتوسع في الأسواق العالمية بنجاح. ومن خلال الجمع بين التكنولوجيا وقدرات العقل البشري، يمكن إعداد محتوى دقيق من الناحية اللغوية ومناسب للجمهور المستهدف. فيما يلي ست خطوات لتوطين محتوى المواقع الإلكتروني في أي بلد حول العالم.  

1- دراسة وتحليل السوق المحلي الجديد  

من المهم جدًا إجراء بحث ودراسة معمقة للسوق المستهدف قبل إنشاء الشركة، سواء كان البحث يستهدف المنافسين أو الأسعار.  

  • – ما هي المواقع الإلكترونية التي يفضلون زيارتها للبحث عن منتجات؟ 
  • – ما الموقع الإلكتروني الذي يختارونه للاطلاع على المراجعات؟ 
  • – هل هناك موقع للتجارة الإلكترونية يشترون منه كل لوازمهم؟ 
  • – ما أسلوب التفكير المناسب لمساعدة شركتك على الانسجام مع ثقافتهم المحلية؟ 

من خلال تنفيذ بحث معمق سيكون بمقدور الشركة الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها. بعد ذلك، على الشركة أن تضع استراتيجية التوطين بعد الانتهاء من التحليل الشامل للسوق المحلي الجديد وأن تتأكد بأنها تناسب احتياجات ومتطلبات السوق المحلي والعملاء في البلد المستهدف وتلقى قبولًا عندهم. فيما يلي بعض الأسئلة التي يجب على الشركة وفريق عملها التطرق إليها عند توطين محتوى موقعها الإلكتروني لتحسين بحثها: 

  • – كيف تتناسب أعمال الشركة مع الثقافة المحلية؟ 
  • – هل تناسب أسعارك السوق المحلي؟ 
  • – هل يجب إدخال تعديلات على تصميم موقعها الإلكتروني لتحسين تجربة المستخدم؟ 
  • – ما هي طريقة الدفع المفضلة لديهم؟ 
  • – هل هناك ما يكفي من الميزانية لدعم العملاء وانتقالهم لاستخدام علامتك التجارية؟ 

من خلال الإجابة على هذه الأسئلة، ستحصل الشركة على ما يكفي من المعلومات والمعطيات للسماح لها بدخول السوق المحلي والاندماج فيه بسهولة وسلاسة. 

2 – البحث عن الكلمات المفتاحية لتستهدفها شركتك 

تعتبر استعلامات البحث والكلمات المفتاحية ومحركات البحث الأساس الذي تقوم عليه شبكة الإنترنت، وهي الأدوات التي يعتمد عليها المستخدم لإيجاد ما يريد على الشبكة. لهذا، من الضروري أن تحرص الشركة أثناء تنفيذ البحث على تحديد أنواع محركات البحث التي يستخدمها العملاء المستهدفون. ففي الصين مثلًا، يُفضل متصفّحو الإنترنت استخدام محرك البحث بايدو. أما محركات البحث الأخرى مثل جوجل وياهو وبينغ، فهي تعرض موقعك الإلكتروني وفقًا للمحتوى الوارد فيه. وإذا أردت أن تحقق تصنيفًا مرتفعًا في نتائج بحث المستخدمين، احرص على توطين محتوى الموقع الإلكتروني باستخدام الكلمات المفتاحية المناسبة واللغة السلسة والسليمة نحويًا. 

هناك اختلاف كبير بين تحسين محركات البحث باستخدام اللغة الأم وتحسينها باستخدام لغات أخرى، ولا يمكن للشركة تجنب تحسين محركات البحث باستخدام اللغة المحلية. كما يتعين على الشركة التركيز على الكلمات المفتاحية كونها السبيل الأمثل لمعرفة توجهات العملاء وطريقة تفكيرهم ومساعدتهم على الحصول على المنتجات والخدمات التي يبحثون عنها.  

3- كيف تتعامل مع الوسائط المُتعددة؟ وما هي أفضل الطرق لتوطينها واستخدامها؟ 

لكل بلد وثقافة ما يميزها من عناصر مرئية ولغوية وتشبيهات واستعارات وغير ذلك. لهذا، على الشركة أن تحرص على تنفيذ بحث شامل حول العناصر التي يمكن استخدامها في محتوى موقعها الإلكتروني لتضمن ملاءمتها للثقافة المحلية في البلد المستهدف. ويجب مراعاة السمات الثقافية لكل بلد واختيار الكلمات والصور بعناية لإيصال رسالة الشركة بطريقة صحيحة ومقبولة محليًا. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الشركة تستهدف بلدًا آسيويًا كاليابان مثلًا، فقد يكون من الأفضل التركيز على استخدام رسوم الكرتون في محتوى موقعها نظرًا لأن هذه الرسوم تحظى بشعبية واسعة فيها. كما على الشركة أن تأخذ بعين الاعتبار المناسبات الوطنية والدينية في البلد الذي تستهدفه لتضمن عدم تضارب الفعاليات التي تنوي إقامتها مع هذه المناسبات. 

4- العثور على شريك مناسب لخدمات توطين المحتوى  

يعتبر الشريك الجيد عنصرًا أساسيًا في نجاح أي عمل تجاري، لا سيّما إذا كان الهدف التوسّع في الأسواق العالمية. لهذا، من المهم أن تجد الشركة شريكًا محليًا مناسبًا يملك خبرة واسعة ويقدم خدمات جيدة. هناك بعض المزايا التي يجب مراعاتها عند اختيار الشريك، منها عدد سنوات الخبرة، والدول التي يقدم خدماته فيها، فالشريك الذي يملك خيارات محدودة سيقيّد الشركة ولن يُمكّنها من الاستفادة من كامل قدراتها. كما يجب أن يكون الشريك قادرًا على تقديم خدماته بعدة لغات، بالإضافة إلى امتلاك تقنيات خاصة لاستخدامها في مجال اللغات، مثل ذاكرة الترجمة. كذلك، يجب أن تكون جميع الخدمات التي تبحث عنها الشركة مناسبة لأعمالها. ومن المهم أن تولي الشركة اهتمامًا بفريق العمل الذي يقدم الخدمة والتنسيق مع المترجمين المتمرسين والمبرمجين لتنفيذ عملية توطين محتوى الموقع الإلكتروني بنجاح. 

5- التنفيذ والاختبار 

بعد الانتهاء من الخطوات السابقة، يأتي دور الخطوة الأهم وهي التحقق من كافة جوانب العمل قبل إطلاق الموقع الإلكتروني في السوق الجديد. في هذه الخطوة، تقوم الشركة باختبار موقعها الإلكتروني للتأكد من أن أداءه بالمستوى المطلوب وأنه مناسب للسوق المحلي الجديد من ناحية التصميم والسرعة والفائدة. لا تنسَ التأكد من سهولة استخدام موقعك على الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة ووضع الروابط في مكانها الصحيح وربطها بالصفحات المناسبة. 

فيما يلي قائمة بالعناصر التي على الشركة التحقق منها قبل إطلاق الموقع الإلكتروني: 
 

  • – هل لغة الموقع مفهومة؟ وهل توصل رسالة الشركة؟ 
  • – الأخطاء النحوية والاستخدام الخاطئ للكلمات 
  • – الانتباه للمحظورات الثقافية والحرص على تجنب الإساءة للزوار الجُدد 
  • – الروابط  
  • – وقت تحميل الصفحة 
  • – اختيار الصور المناسبة 

وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى ضرورة أن تمنح الشركة نفسها ما يكفي من الوقت للتحقق جيدًا من هذه العناصر قبل الإطلاق، فعملية إدارة الوقت مهمة للغاية لضمان تنفيذ العمل بكفاءة وإتقان. 

6- إطلاق الموقع الإلكتروني 

لقد وصلنا إلى الخطوة النهائية. بعد تنفيذ الخطة وإجراء اختبارات متعددة للمحتوى والتأكد من أن كافة عناصر الموقع تعمل وفق المطلوب، يصبح موقعك جاهزًا للإطلاق! الآن ستبدأ بتحقيق النتائج المرجوة من عملية التوسّع والوصول لقاعدة عملاء أكبر في الأسواق الجديدة، ومع وجود شريك كفؤ ومتمرس في هذا المجال، سيكون بمقدورك تنفيذ هذا المشروع بكفاءة أكبر. لهذا، ندعوك للاطلاع على حلول شركة ترجمة المتمحورة حول العميل والقائمة على أحدث التقنيات، هنا. ستكون ترجمة شريكك الداعم في أي مكان بالعالم بجمعها بين الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري. تواصل معنا اليوم لنبدأ رحلة التعاون والنجاح معًا! 

مقالات مشابهة

product localization

دليلك إلى توطين المنتجات للدخول في أسواق جديدة

توطين المنتجات هو الوسيلة لدخول أسواق جديدة إذا كنت تطمح للتوسّع إلى الأسواق العالمية والوصول إلى شرائح جديدة من العملاء، يجب أن تضع توطين المنتجات على قائمة أولوياتك. فالتركيز على منطقة جغرافية واحدة

ما الذي يجعل اللغة العربية فريدة

في اليوم العالمي للغة العربية، نحتفي بلغتنا العربية العظيمة ونجدد فخرنا واعتزازنا لتحدثنا بلسانها. تعرفوا معنا على بعض سمات اللغة العربية الفريدة: لغة الضاد تواصل